التسويق الشامل: المكوَنات و التأثير على العلامة التجارية

إنَ التسويق الشامل هو نهج يعمل على توحيد مختلف استراتيجيات التسويق لإنشاء تجربة عملاء سلسة، حيث يعتبر أن كل نقطة اتصال مع العميل هي فرصة لإنشاء اتصال ذو قيمة و ودائم.

لا يتوقَف هذا النهج التسويقي عند إعتبار المنتج أو الخدمة المقدَمة فقط، بل أيضًا صورة العلامة التجارية، والعلاقات مع العملاء، والثقافة الداخلية، والتأثير الاجتماعي. 

من خلال اعتبار كل هذه العوامل وتوجيهها نحو هدف مشترك، يهدف التسويق الشامل إلى تقديم قيمة للعملاء مع تحقيق نمو مستدام للأعمال.

ميزات التسويق الشامل

يعني مفهوم التسويق الشامل النظر إلى جميع الجوانب ووضع خطة تشمل الجميع في تنفيذها، مع تركيز الجهود نحو هدف مشترك. دعنا نشرح بالتفصيل فلسفة وميزات هذا النهج.

الهدف المشترك

جميع الأطراف المشاركة في النشاط التجاري، بما في ذلك مختلف الأقسام مثل العلاقات العامة والمبيعات والتسويق والهندسة والإنتاج وغيرها، يوجهون جهودهم نحو هدف مشترك، أي تقديم خدمة عملاء شاملة وممتازة. 

إنَ التعاون الفعال ضروري، خاصة في ضوء رغبة العملاء المتزايدة في جمع معلومات شاملة حول المنتج قبل الشراء. علاوة على ذلك، فإن سمعة الشركة تؤثر بشكل كبير على قرار العملاء بشراء المنتج أم لا.

أنشطة متزامنة و موجَهة

يجب أن توجَه جميع الأنشطة داخل الشركة نحو خدمة الهدف المشترك والموحَد. يجب أن يتوافق كل قرار وإجراء  بشكل مستمر مع الهدف المشترك و يوليه الأولوية.  ويعمل الهدف المشترك كمبدأ توجيهي ومقياس للنجاح وهدف أساسي. 

من خلال الحفاظ على الهدف المشترك في مركز جميع الجهود، يمكن للشركة أن تخلق بيئة متكاملة وموجَهة، مما يضمن أن جميع الجهود تساهم في تحقيق النتائج المرغوبة وتقديم قيمة للعملاء.

تكامل الأنشطة

يجب أن يشمل التخطيط الفعَال جميع الأنشطة داخل الشركة، والتي تساهم بشكل متناغم في تقديم خدمة سلسة ومتناسقة للعملاء. يتطلب هذا الأمر تكامل جميع الأنشطة، حيث يخدم كل نشاط نقطة اتصال محدَدة في رحلة العميل مع تعزيز وترسيخ الهدف العام والغرض من الأنشطة الأخرى.

لذلك، يلعب كل فرد داخل شركتك دورًا كبيرًا في الاستراتيجية الشاملة لتسويق منتجك وبناء علامتك التجارية.

إذا كنت مهتمًا بمعرفة مزايا اعتماد هذا النهج لأعمالك، فلنستكشف بعض التفاصيل الرئيسية.

4  تأثيرات إيجابية للتسويق الشامل على عملك

إنَ التطورات التكنولوجية الهائلة والتطور المرافق في طرق التسويق والمنصات أحيانًا جعلت سلوك العملاء المحتملين غير قابل للتنبؤ. علاوة على ذلك، يفضل العملاء القيام بأبحاث شاملة حول العلامة التجارية ومنتجاتها قبل الشراء. لذا، أصبح من الضروري نشر محتوى متَسق.

تشمل بعض المزايا الرئيسية للتسويق الشامل الاتي:

بناء العلامة التجارية

‍

إنَ بناء العلامة التجارية ضرورة لا يمكن إنكارها في عالم مترابط، حيث تلعب عوامل متعددة دورًا عند الشراء. من المهمَ الحفاظ على صورة العلامة التجارية الإيجابية عبر جميع منصات الاتصال، سواء عبر الإنترنت أو خارجها. غالبًا ما يشكَل نهج الإدارة تجاه القضايا المعاصرة صورة الشركة بشكل إيجابي أو سلبي في نظر الجمهور.

تنسيق وكفاءة أفضل

‍

عندما تعمل جميع الأقسام وجميع الأطراف المتدخَلة سويًا نحو هدف مشترك، فإن هذا يعزَز التنسيق والكفاءة داخل الشركة. يساهم كل فريق بخبرته، مما يؤدي إلى تحسين العمل وتنظيم العمليات بشكل عام. يضمن هذا النهج التعاوني سير العمل بسلاسة وتحقيق أقصى قدر من الفعالية وتوزيع الموارد.

التركيز

‍

يؤدي التركيز على تناسق الرسائل الموجَهة للجمهور عبر منصات مختلفة ومن خلال تصرفات جميع الأطراف المتدخَلة إلى ربط الشركة بقيم معيَنة في عقل المستهلك، ليس فقط مع المنتج.ذ

 الاستمرارية والانسجام

‍

نتيجة للتواصل المستمر والفعَال بين الأطراف المختلفة، سيكون هناك انسجام واستمرارية في الرسائل الموجهة للعملاء. سيزيد ذلك من الثقة في علامتك التجارية، حيث تتبع خط تحريري واضح.

مكونات استراتيجية التسويق الشامل

يتضمَن التسويق الشامل أربعة مكونات أساسية تعمل معًا لتشكيل نهج تسويق شامل ومتكامل. من خلال استغلال هذه المكونات، يضمن التسويق الشامل استراتيجية موحَدة تخلق علاقات قوية مع العملاء، ورسائل متسقة، وتوجَه الموظفين، وتؤدي إلى ممارسات أعمال أخلاقية.

تشمل مكونات التسويق الشامل الاتي:

تسويق العلاقات

ينطوي تسويق العلاقات على إنشاء "شبكة تسويق". تشمل هذه الشبكة الشركة وكل الأطراف المتدخَلة، بما في ذلك العملاء والموظفين والمورَدين والموزعين والبائعين بالتجزئة ووكالات الإعلان وغيرهم ممن أقمت معهم علاقات تجارية مفيدة.

تغيَر الانتباه على التنافس بين الشبكات بدلاً من التنافس بين الشركات. وتذهب المكافأة النهائية إلى الشركة التي بنت الشبكة الأقوى أو الأفضل مقارنة بالآخرين. المبدأ الأساسي بسيط ولكنه قوي: من خلال بناء شبكة قوية من العلاقات مع أصحاب المصلحة الرئيسيين، ستتبع الأرباح بشكل طبيعي.

‍

لتعزيز تطوَر علاقات قوية ومتينة، من المهمَ فهم قدرات وموارد الأطراف المتدخَلة المختلفة واحتياجاتهم وأهدافهم ورغباتهم.

‍

التسويق الداخلي

‍

إنَ التسويق الداخلي هو نهج استراتيجي يعامل الموظفين كعملاء داخليين و يعمل على توصيل رسالة الشركة و قيمها وأهدافها للموظفين، وضمان فهمهم وتوافقهم مع أهداف الشركة.

من خلال تعزيز ثقافة داخلية إيجابية وتوفير التدريب والموارد اللازمة للموظفين، يهدف التسويق الداخلي إلى تعزيز رضا الموظفين ومضاعفة انخراطهم و ولائهم. 

وتهدف استراتيجية التسويق الداخلي القوية في النهاية إلى تمكين الموظفين من تقديم تجارب عملاء استثنائية، مما يؤدي إلى تحسين الأداء العام ونجاح العمل.

التسويق المتكامل

‍

إنَ التسويق المتكامل هو نهج شامل يجمع بين مختلف قنوات التسويق  لتقديم رسالة علامة تجارية متكاملة ومتناسقة. يتضمن ذلك تنسيق مختلف الأنشطة الترويجية، مثل الإعلانات والعلاقات العامة والتسويق المباشر والتسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي، لخلق تجربة علامة تجارية موحَدة للجمهور المستهدف.

من خلال تنسيق هذه الجهود، يضمن التسويق المتكامل أن جميع نقاط الاتصال على طول رحلة العميل متوافقة وتعمل معًا لتحقيق الأهداف التسويقية المرغوبة. يعزز هذا النهج ظهور العلامة التجارية من خلال تقديم صورة علامة تجارية متكاملة عبر منصات وقنوات متعددة.

‍

التسويق المجتمعي

‍

يؤكد التسويق المجتمعي على أهمية مراعاة التأثير المجتمعي لأنشطة الشركات. فهو يتجاوز التركيز التقليدي على رضا العملاء وتوليد الأرباح للتعامل أيضًا مع رفاهية المجتمع بشكل عام. و ينصَ هذا النهج على تطوير وترويج المنتجات والخدمات التي تلبي احتياجات المستهلكين وتساهم في استدامة ورفاهية المجتمعات على المدى الطويل.

يساعد هذا النهج الشركات على تعزيز سمعتها كمؤسسات مسؤولة اجتماعيًا.